محمداحمد الصديق عضو
عدد المساهمات : 143 المستوى : 429 تاريخ التسجيل : 19/08/2010
| موضوع: كلام معتوق العصر . الثلاثاء 21 مايو 2013, 2:20 pm | |
| كلام معتوق العصر .
محمد نور حمد النيل مصطفى هنالك بعض العبارات تختص بها بعض المناطق ويتداولها الناس على أوسع نطاق دون معرفة مناسبتها أو ردها إلى جذورها المفقودة تحت ركام أحداث التأريخ و غبار الزمن ومن هذه العبارات ((كلام معتوق العصر )) فهذه العبارة تأصيلاً تشير إلى رباط مع جزيرة العرب قبل البعثة وتؤكد روابط الدم والثقافة بين السودان تلك الجزيرة – فجزيرة العرب على عهد جاهليتها كانت مربداً للشعر وملهى لتعاطي الخمور ولعب الميسر ومسرحاً للفروسية والفرسان ولها أسواق يؤمها الناس للشعر والفصاحة والتباهي والتفاخر مثل سوق عكاظ , وللحسان حظ مهول من أشعارهم , وعجيب الأمر أنّ هذا الحال كان صورة طبق الأصل بمنطقة معتوق في كل يوم أثنين وخميس يتوافد الناس من كل مكان فإنّ كان أهل الجزيرة العربية يشتون فإن أهل معتوق وما جاورها كانوا قبل الشريعة في فصل الخريف خاصةً الأيام المطيرة التي تتعطل فيها العمليات الزراعية يفدون سوق معتوق ((عكاظ زمانهم )) على شاكلة ذلك الذي قال وقد دخلت الخدر على الفتاةِ في اليوم المطيرة الكاعب الحسناء ترفل في الدمقس والحرير دفعتها فتدافعت مشي القطاطي للقدير , يستمتعون بتعاطي الخمور البلدية وأحاسنهم أصواتاً يشنفون أسماع المكان بشجي الأصوات بعد أن تكون الصهباء قد لعبت برؤوسهم وفي منتدى أخر تكون حلقات الميسر المحروسة بالشر المستطير والمدى التي لا ترتوي من الدماء في كل جلسة ؛ فهذا الوصف يؤكد عروبة القبائل السودانية خاصةً منطقة الوسط التي لا تعرف غير العربية لساناً فهذه الصفات لا نقول عبرت البحر الأحمر من جزيرة العرب ولكنها تطابقت مع ثقافة جزيرة العرب لتأكد وحدة العنصر بين شرق وغرب البحر الأحمر . وقد دعاني لهذا الحديث الطويل عبارة ((كلام معتوق العصر )) ولعل القصة كما تروى أنّ مجموعة من مرتادي منتديات سوق معتوق في القديم كانوا يتسامرون ويتنادمون في بهجة ونشوة والشمس قد مالت في أصيل كسا الوجود بلونه المذهب وأصبحوا في حالٍ لا تمل , إلا أن بعضهم تذكر أنّ أبناءه جوعى فاستأذنوا بالرحيل فقال لهم أحد الحضور وقد استبدت به النشوة ولا يريد للسامر أن يرى نذر الانفضاض . دعوكم عن هذا فأنا به كفيل وواصلوا أسماركم وأرسلوا لي أبناءكم لأعطيهم ما يكفيكهم من القوت (( الذرة )) فتواصل المجلس وعلت الضحكات رنانةً وامتد السامر إلى ساعاتٍ متأخرة من الليل . وفي الصباح جاء الأبناء على جمالهم إلى حيث أمرهم أباؤهم فطلبوا من ذلك الذي تعهد بقوتهم أمس أن يوفي بالوعد . فما كان منه إلا أن قال (( يا أولادي كلام معتوق العصر ما بشدوا ليه جمال )) وما سردنا ذلك إلا أن نؤشر إلى العلاقة الثقافية والعرقية بين قبائل السودان وجزيرة العرب وعلى سبيل الطرفة . ونسأل الله أن يهدي العباد سبيل الرشاد .
| |
|