شجرة المسكيت تغزو مدينة معتوق المواطنون عقدوا العزم على القضاء عليها .

شجرة المسكيت تغزو مدينة معتوق المواطنون عقدوا العزم على القضاء عليها .

المناقل : محمد أحمد الصديق البلولة
مدينة معتوق تقع في الجزء الغربي من محلية المناقل وهي من المدن العريقة التي تمثل رأس الرمح للمنطقة قبل ظهور مشروع الجزيرة . يرجع السبب في ذلك لتوفر المياه السطحية ( يوجد بها أعرق عد يتبع للعمدة النتيفة ) .كما أنها تعتبر ملجأ وملاذ لأصحاب القطيع آنذاك لتوفر الأمن والحماية من قبل العمدة النتيفة. جملة من هذه المقومات جعلت مدينة معتوق مأهولة بالسكان وأكبر مركز تسوق بالمنطقة. دوماً تذكرنا بسوق عكاظ بشبه الجزيرة العربية. فجأةً وبدون مقدمات ظهرت بها شجرة خضراء غريبة بمنطقة السوق لم يولها المواطنون أهمية لجهلهم بأضرارها. سرعان ما انتشرت بذور هذه الشجرة في مساحات كثيرة عمت كل إطراف المدينة بخضرتها. كان يمكن القضاء عليها وهي يانعة لكن في غفلة من أهل المنطقة بدأت تتغير إلى غابات أغصانها متشابكة يصعب التجوال خلالها. الناظر من بعيد لهذه المدينة ينتابه شعور أنها إحدى المناطق الاستوائية حيث أنه يرى الغابة ولا يرى مدينة معتوق التي اشتهرت بسوقها ذو الطابع العربي المميز. استطاعت أن تغزو هذه الشجرة كل المساحات المرتاحة بل غزت البيوت دون احتجاج أصحابها. السبب في ذلك يرجع إلى أنها تبدو وديعة جميلة المظهر جذّابة لكنها لعينة استعمارية تستطيع التخطيط لتغطي كل المساحات بسرعة خيالية. بعد أن تمكنت من طرد النباتات الصغيرة والأعشاب الآن تعد العدة لطرد الإنسان وذلك بتوفير بيئة صالحة لمعتادي الإجرام وشاربي الخمور ووكراً للصوص والمفسدين ولسان حالها يقول جئت لإيواء كل مجرم وضال . الأخ الناشط آدم محمد حمد النتيفة القيادي بمعتوق استعرض تأريخ هذه الشجرة التي جاءت بها الحيوانات من منطقة النيل الأبيض باعتبارها احد الوسائط بالإضافة للرياح .وقال بدأت حملات من قبل الشباب لمحاربة شجرة العُشر والمسكيت بالتركيز على العُشر لأنه الأكثر لكن كل المحاولات باءت بالفشل لأنّ المواطنون لم يعوا خطورة انتشار هذه الشجرة ؛ الأمر الذي ساعدها على الانتشار وهي تتحدى المواطنين بقولها سأعمل على زعزعت هذه المدينة الجميلة وسأحيطها إحاطة الأسورة بمعصم الحسناء . وواصل الناشط في مجال مكافحة هذه الشجرة الأخ آدم الحديث وقال بعد أن بانت لنا أضرار هذه الشجرة وبعد أن فقدنا جزء من الأراضي الزراعية والسكنية وبعض الحيوانات . لجاءنا للجهات المسئولة لإيجاد آلية للقضاء على هذه الشجرة فشددنا الرحال للدكتور عبد الحليم إسماعيل المتعافي وزير الزراعة الاتحادي باعتباره المسئول عن حماية المشروع وبينا له خطورة هذه الشجرة على المنطقة وتهديدها للمشروع. فوجدنا منه تجاوباً واهتماماً كبيرين ورتب لنا مع الباش مهندس سم ساعة مدير عام المشروع وهو الأخر لانقصم ظهره أبدى اهتمام كبير بهذا الموضوع ووجه الإدارات ذات الصلة بتوفير آلية للقضاء على هذه الشجرة اللعينة بالفعل بدا العمل فبل ثلاثة أسابيع . بفضل جهود الشباب وإدارة المشروع التي وفرت لنا البوكلين استطعنا ان نقضي على أكثر من 50% والآن الجهود متواصلة . الشكر للأخوين أعضاء المجلس الوطني الشيخ إسحاق احمد محمد دفع الله والباش مهندس علي موسى لوقفتهما معنا . أما الشاب الشفيع الذي دعم هذا المشروع بماله قال والله هذه الشجرة شيطانية هي سرطان الأرض الخصبة تبدأ صغيرة تعجبك خضرنها لكنها سرعان ما تنهي الأراضي.
التحية لوزارة الزراعة و إدارة مشروع الجزيرة لتجاوبها مع هذا النداء وختاماً نقول لهم قول الشاعر :
كل الحوادث مبدؤها النظر ومعظم النار من مستصغر الشرر