محمداحمد الصديق عضو
عدد المساهمات : 143 المستوى : 429 تاريخ التسجيل : 19/08/2010
| موضوع: الإعلام والاستلاب الحضاري . السبت 12 يناير 2013, 9:20 pm | |
| الإعلام والاستلاب الحضاري . بقلم :محمدأحمد الصديق البلولة لم يكن الإعلام وليد عصر من العصور أو حضارة من الحضارات . فهو صالح لكل الأزمنة لحاجة الإنسان إليه لمعرفة ما يدور من أخبار المجتمع المحدود الذي يحيا داخله . وذلك أنه من الصعب أن تسير الحياة دون أن يتصل الناس بعضهم ببعض وهكذا عرفت المجتمعات البدائية الإعلام بأساليبه البسيطة وممارسته بصورة فطرية أملتها طبيعة الحياة التي كانت تعيشها , وذلك بالحفر على الأحجار و الأشجار و المناداة في الطرق ومن أعلى الجبال والوديان . لذا كان تأثير الإعلام بالغ الأهمية منذ أن خلق الله سبحانه وتعالى أبانا أدم عليه السلام . لكن اليوم سُخرت كل الإمكانيات المنتجة من علوم ماديه للإعلام بالإضافة للإستفاده من مختلف العلوم الإنسانية {كعلم النفس و الإدارة و الاجتماع ،... وغيرها من العلوم الأُخرى }. الأمر الذي أدى إلى تطوير أساليب توجيه الرأي العام وابتداع طرق جديدة في المخاطبة والتأثير، لذا نلاحظ أنّ الإنسان المعاصر أصبح أسيراً لوسائل الإعلام التي تتدخل في حياته الدنيوية والأُخروية ، {الفضائيات ، الإذاعة ، الكتب ، سرطان العصر الإنترنت }. وتؤثر في إتجاهاتة الفكرية كما تؤثر في شؤونه الاقتصادية . بل العلاقات الاجتماعية لم تسلم من تأثير وسائل الاتصال الحديثة . غير إني أحسب أنّ تأثير هذه الوسائل في جانب العلاقات الاجتماعية والشئون الاقتصادية جاء في الجانب الايجابي لأنّه سهل كثيراً في كيفية التواصل . خاصة ُ المناسبات السعيدة ( التهاني بالأعياد و الزواج ) هذا علاوة على استقبال التعازي و مواساة المرضى و التخفيف عليهم . أم الجانب السلبي لهذا التأثير يندرج في نشر الإباحية بكل صورها عبر الانتر نت والفضائيات وعروض الفيديو حتى وصل إلى أن يكون الإنسان في بعض المجتمعات عبداً مسخراً لوسائل الإعلام تدفع به في كل الاتجاهات . الشئ الذي مكّن المبادئ الهدامة والجهات الخبيثة إن تسيطر على الرأي العام باستخدام بعض ملامح الإعلام البناء لستر وتغليف الإعلام الهدّام إمعاناً في التضليل و إتكاءاً إلى مقالة حق يُراد بها باطل . بل نجد في كثيرٍ من البلدان الإسلامية أن هذه الوسائل عبثت بفكر الجماهير وعواطفها مبررةً سياساتها العدائية و أعمالها الإجرامية ناشرةً الفساد الذي لوّث العقيدة مستخدمةً سلاح المكر والحيلة والكذب والاحتيال و التزوير مستخدمةً الإعلام المنحرف وهو أيضاً إعلام ؛ لكنه ضال مضل لافتقاره العناصر الأخلاقية التي تجعله مقبولاً ومحترماً وبناءاً وهذا ما يدعو للتحذير منه والوقوف في وجه أضاليله والإفلات من أحاليله لان هدفه الأساسي ما يمزج السُّمَ بالدسم والحلو بالعلقم والغث بالسمين ؛ والسبب في ذلك يرجع لأرباب الأسر بإتاحتهم الفرصة لنسائهم وأولادهم للغوص في أوحال اللهو والدنس . إذن فكيف الخروج من هذا المأزق؟؟ وللإجابة على هذا السؤال لابد لأرباب الأسر من توجيه أسرهم لمتابعة الفضائيات المحلية والفضائيات التي تراعي حرمة الدين . وذلك بتوجيه النساء والأولاد للإنصات لصوت الحق بالرجوع للنفس لتتحسس الآثار السالبة التي تبث عبر كثير من الفضائيات بإرشادهم هدايتهم للطريق القويم والأخلاق الفاضلة بإتباع الحكمة والموعظة الحسنة ، ولتحقيق ذلك لابد أن نتبع الإعلام البناء الذي يخدم الأمة الإسلامية عقيدةً وسلوكاً حتى يكون معطاء للخير ليس لديه هدف سوى إرضاء الله ثم إصلاح الرعية . فالإعلام الذي نريده لمجتمعنا المسلم كمصدر أساسي هو إعلام إسلامي بناء يخدم الأسرة المسلمة ويربي الشباب على تقوى الله . لأنّ هذه الأمة لا يزال الخير فيها لقوله سبحانه وتعالى (كنتم خير أُمَّةٍ أُخرٍجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهًون عن المنكر ) صدق الله العظيم و بهذه الأُمّة طائفة قائمة على الحق لقول الرسول صلى الله عليه و سلم ( لا تزال طائفة من أُمتي قائمة على الحق ظاهرة لا يضرها مَنْ خذلها إلى يوم القيامة ) إذن الأمل معقود أن يعي الآباء تلك الحقيقة وأن يلتزموا بتوجيه أسرهم لمتابعة ومشاهدة وسائل الإعلام بالطريقة الصحيحة. للاستفادة من الأساليب العصرية الشريفة لتحقيق غايات الإسلام و أهدافه السامية .
| |
|